استراتيجية الاستقصاء:
يعد
التعلم بالاستقصاء أحد أنجح الطرائق لتدريس العديد من المواد في مختلف المراحل
الدراسية؛ لأنه يتيح الفرصة للمتعلم للقيام
بتنفيذ مجموعة من الأنشطة العملية
التجريبية، وتنمية مهاراته العلمية والعملية.
ولقد حظيت استراتيجية
الاستقصاء باهتمام الكثير من علماء التربية والمعنيين بتدريس العلوم، حيث إنها من
أكثر الطرائق فاعلية في تنمية التفكير العلمي ومهارات البحث لدى التلاميذ. ولقد
سعت الكثير من الدراسات إلى إثبات فاعلية هذه الطريقة في التدريس.
تعريف
استراتيجية الاستقصاء:
يمكن
تعريفها على أنها "الجهد الذي
يبذله الطالب في سبيل الحصول على حل لمشكلة، أو موقف غامض، أو الإجابة عن سؤال".
ويعرفها
البعض على أنها " أسلوب تعليمي
مبني على الاستكشاف، حيث يستخدم فيه المتعلم مزيجاً من العمليات العقلية والعمليات العملية ".
أنواع
الاستقصاء:
للاستقصاء
ثلاث صور متنوعة، هي:
- الاستقصاء الحر: يقوم فيه الطالب باختيار الطريقة، والأسئلة، والمواد والأدوات اللازمة للوصول
إلى حل المشكلة التي تواجهه.
- الاستقصاء العادل: يتم تقسيم طلاب الصف إلى ثلاث مجموعات: مجموعتين تتبنى كل مجموعة وجهة
نظر
مختلفة تجاه الموضوع، أو القضية المطروحة في
محتوى الدرس، والمجموعة الثالثة تقوم مقام هيئة المحكمين.
- الاستقصاء الموجه: تقدم الأمور التفصيلية -المعلومات أو الحقائق- للطالب، ويُطلب منه
إصدار تعميمات، وتكون تحت إشراف المعلم وتوجيهه.
خطوات استراتيجية
الاستقصاء:
1- تحديد المشكلة أو الموقف: ويتم طرح مشكلة أو أسئلة، أو إثارة بعض
التناقضات التي تثير تفكير
التلاميذ، وعلى المعلم مراعاة الاستعدادات لدى
تلاميذه عند اختياره للمشكلة موضوع الدراسة، ومراحل نموهم المعرفي.
2- جمع المعلومات وفرض الفروض: ويتم جمع المعلومات التي تتعلق
بالمشكلة، وفرض الفروض، وهي احتمالات مسبقة، أو حلول مقترحة للمشكلة.
3- التأكد من صحة المعلومات والفرضيات المقترحة بالتجريب: تعد أسئلة
التلاميذ فرضيات مبدئية، تحتمل
الصواب والخطأ؛ لذلك يمكن باستخدام التجريب أن
يصل الطالب إلى حالة يتقصى فيها المعلومات التي هدف إليها في معالجة المشكلة.
4- مرحلة تطبيق النتائج (التفسير): ويقدم الطالب تفسيرات علمية وحلول
للمشكلة، والعمل على تطبيقها
في مواقف جديدة، بينها وبين المشكلة التي كانت
موضوع الاستقصاء تشابه كافٍ.
أهمية استراتيجية
الاستقصاء:
إن
لاستخدام استراتيجية الاستقصاء في التدريس أهمية كبرى، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1- تجعل المتعلم قادرا على البحث والعمل؛ من أجل الوصول إلى المعرفة،
فهو إيجابي الدور، أما دور المعلم فينحصر في توفير وتنظيم الإمكانات
والظروف التي تساعد المتعلم في الوصول إلى المعرفة.
2- يزيد من دافعية المتعلم، بما يوفره من تشويق وإثارة، يشعر بها
المتعلم أثناء اكتشاف المعلومة بنفسه.
3- يشجع التفكير الناقد، ويعمل على المستويات العقلية العليا.
4- يكتسب المتعلم المستقصي مهارات التفكير العلمي في حل المشكلات التي
تواجهه.
5- يساعد الاستقصاء المتعلمين على كشف الحقائق والمعلومات بأنفسهم،
ويزودهم بمهارات التفاعل
والاتصال الاجتماعي، من خلال جمع الأدلة، وتبادل
الآراء والأفكار مع المجموعة، والوصول إلى المعرفة.
6- تعزز انتقال أثر التدريب.
7- تنمي القدرة على تحسس المشكلات.
عيوب استراتيجية الاستقصاء:
أما
عيوب طريقة الاستقصاء، فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:
١-
لا يمكن تطبيقها في جميع المواد الدراسية.
٢-
تحتاج إلى وقت طويل.
٣-
تحتاج إلى جهد كبير، ومصادر عديدة، ومعلومات واسعة.
٤-
ليس جميع التلاميذ لديهم القدرة على القيام بهذه الطريقة.
٥-
لا يمكن استخدام هذه الطريقة في المجموعات الكبيرة.
ويمكن
القول بأن طريقة الاستقصاء في التدريس تعد من الطرائق الناجحة في التدريس، والتي
تهدف
نشرف بتعليقاتكم