سبب نزول سورة التحريم وتفسير
الآية الأولى
مقدمة:
بين الله تعالى حكم التحريم والتحليل دون وحي أو أمر منه سبحانه وتعالى بمشروعية ذلك، حتى لو كان هذا التحليل والتحريم من قبل الرسل والأنبياء عليهم السلام.
بين الله تعالى حكم التحريم والتحليل دون وحي أو أمر منه سبحانه وتعالى بمشروعية ذلك، حتى لو كان هذا التحليل والتحريم من قبل الرسل والأنبياء عليهم السلام.
التعريف بالسورة:
سورة التحريم هي السورة رقم 66 حسب ترتيب السور في المصحف الشريف.
مكان النزول:
نزلت بالمدينة المنورة (سورة مدنية).
عدد آياتها: 12 آية.
سبب النزول:
تحريم النبي صلى الله عليه وسلم لما أباحه الله تعالى له على نفسه دون وحي من السماء، وذلك من
خلال هجرانه لإحدى زوجاته وهي مارية القبطية رضي الله
عنها ابتغاء مرضاة باقي زوجاته وعدم انزعاجهم.
الآية الأولى:
(يا أَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ
تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
سبب نزول الآية الأولى:
ما روي بأن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم حفصة رضي
الله عنها قد استأذنت منه في الذهاب إلى بيت والدها للاطمئنان عليه، فسمح
لها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ثم بعث
إلى جاريته مارية وهو في دار حفصة، وعندما رجعت حفصة إلى دارها ووجدت مارية مع
الرسول صلى الله عليه وسلم في فراشها ولم يكن
يومها، انزعجت من ذلك وظنت بأن الرسول صلى الله عليه
وسلم فعل ذلك لهوان أمرها وشأنها عنده، فأخبرته بأنها ستطلع زوجته عائشة رضي
الله عنها على ما فعل، فلم يرد النبي صلى الله عليه
وسلم ذلك حرصا منه على عدم استياء عائشة رضي
الله عنها، وطلب من حفصة عدم اطلاعها وحلف لها بعدم اقترابه أو اختلائه
بماريه القبطية مرة أخرى، إلا أن حفصة أطلعت عائشة على الأمر بعد ذلك، مما تسبب
بانزعاج الرسول واستيائه من تصرف حفصة رضي الله
عنها فقام باعتزال نسائه لـ 29 يوماً فنزلت الآية.
فبين الله تعالى لنبيه أنه لا يستطيع
تحريم ما أحلّه الله تعالى له وهي جاريته
مارية لإرضاء زوجاته.
كما روي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يزور جميع زوجاته تباعًا بعد
انقضائه من صلاة العصر، فبعدما دخل دار حفصة بنت عمر أطال المقام عندها على غير
المعتاد، أرسلت عائشة جاريتها إلى بيت حفصة لمعرفة سبب تأخر الرسول في بيت حفصة،
فأخبرتها جاريتها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
يشرب العسل لذلك أطال المقام عندها، وعندها اتفقت عائشة مع باقي زوجات الرسول على
التظاهر بالنفور من رائحة فم الرسول لتناوله طعام كريه الرائحة، حيث كلما كان يدخل
دار واحدة منهن كن يسألنه عن سبب الرائحة الكريهة المنبعثة من فمه، فكان يقول صلى الله عليه وسلم بأنه تناول العسل لدى حفصة، ثم
حلف ألا يعود لتناوله من بيت حفصة من جديد، وبهذا كان سبب نزول الآية في تحريم
رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما أحلّه الله تعالى من
الطعام والشراب الحلال من أجل مرضاة زوجاته.
وإلى لقاء جديد ودرس آخر من دروس القرآن الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشرف بتعليقاتكم