شرح الآية الخامسة والسادسة من
سورة التحريم:
قال
تعالى في سورة التحريم (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا
مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ
وَأَبْكَارًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
معاني كلمات الآية الخامسة:
(عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا
مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ
وَأَبْكَارًا).
عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ:
الحديث هنا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم،
أي إذا أراد النبي طلاق زوجاته.
أَنْ يُبْدِلَهُ:
الإبدال معناه التغيير.
أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ:
يزوجه الله زوجات غيركم.
مُسْلِمَاتٍ:
مقرات بالإسلام.
مُؤْمِنَاتٍ:
مخلصات.
قَانِتَاتٍ:
مطيعات.
تَائِبَاتٍ
عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ: صائمات أو مهاجرات.
ثَيِّبَاتٍ: الثيب
هي التي تزوجت قبل زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وَأَبْكَارًا:
هي البكر التي لم تتزوج بعد وكان أول عهدها بالزواج هو زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم.
تفسير الآية الخامسة:
عسى الله سبحانه
وتعالى إن طلقكنَّ أيتها الزوجات، والخطاب هنا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أن يزوِّجه الله سبحانه وتعالى بدلا منكن زوجات يتصفن بصفات الخضوع
لله بالطاعة، والإيمان بالله وبرسوله، راجعات إلى ما يحبه الله مِن طاعته، كثيرات العبادة والصيام لله تعالى، منهنَّ الثيِّبات التي تزوجت قبل ذلك ثم
يتزوجها النبي، ومنهن الأبكار التي لم تتزوج قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم.
معاني كلمات الآية السادسة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا: الخطاب هنا للمؤمنين الذين آمنوا بالله وبرسوله.
قُوا أَنْفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ: أي احملوا أنفسكم وأهليكم على طاعة الله التي تكون وقاية لكم من النار.
نَارًا: هي
نار جهنم.
وَقُودُهَا النَّاسُ:
وهم الكفار الذين كفرو بالله ورسوله.
وَالْحِجَارَةُ:
كالأصنام التي يعبدونها من دون الله.
وصفة النار هنا أنها مفرطة
الحرارة توقد بما سبق ذكره من الكفار والحجارة التي يعبدونها، وليست كنار الدنيا التي
توقد بالحطب ونحوه.
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ:
على النار خزنة وعددهم تسعة عشر كما سيأتي في (المدثر).
غِلَاظٌ:
من غلظ القلب، أي يتصفون بالغلظة وهي الشدة والقسوة.
شِدَادٌ:
في البطش بالكافرين.
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا
أَمَرَهُمْ: أي لا يعصون أمر الله
سبحان وتعالى.
وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ: وهذه الآية للتأكيد، والقصد هنا تخويف المؤمنين
عن الارتداد عن دين الله والمنافقين الذين آمنوا
بألسنتهم دون قلوبهم بأن على ملائكة غلاظ شداد لا يعصون أوامر الله سبحانه وتعالى.
تفسير الآية السادسة:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله واعملوا
بشرعه، واحفظوا أنفسكم بفعل ما أمركم الله به كالصلاة والصيام والحج وترك ما نهاكم
عنه كالكذب والسرقة ونحوهما، واحفظوا أهليكم بما تحفظون به أنفسكم من نار وقودها
الناس والحجارة ويكون ذلك بالعمل الصالح، يقوم على تعذيب أهل هذه النار ملائكة
أقوياء قساة في معاملاتهم، لا يخالفون أوامر الله سبحانه وتعالى، وينفذون ما
يؤمرون به دون نقاش أو جدال.
وإلى لقاء جديد ودرس آخر من دروس القرآن الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشرف بتعليقاتكم