تفسير الآية الثانية والثالثة من سورة التحريم:
قال تعالى في سورة التحريم (قدْ
فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
معاني كلمات الآية الثانية:
قدْ:
حرف تحقيق.
فَرَضَ اللَّهُ: شرع.
لَكُمْ تَحِلَّةَ
أَيْمَانِكُمْ: تحليلها بالكفارة.
وقد
ذكر الله كفارة اليمين في سورة المائدة ومن الإيمان تحريم الأمة وقد كفّر صلى الله عليه
وسلم عن يمينه بأن أعتق رقبة في تحريم مارية، وقال الحسن: لم يكفّر لأنه صلى الله عليه وسلم مغفور له.
وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ:
ناصركم.
وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ: المتصف بصفة العلم والحكمة في أقواله
وأفعاله.
تفسير الآية الثانية:
قد شرع الله
لكم (والخطاب هنا موجه إلى المؤمنين) تحليل
أيمانكم بأداء الكفارة عنها، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة،
فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. والله ناصركم ومتولي أموركم، وهو العليم بما يصلحكم
فيشرعه لكم، الحكيم في أقواله وأفعاله.
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا
قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).
معاني كلمات الآية الثالثة:
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ
إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ: وهي حفصة رضي الله عنها.
حَدِيثًا:
والحديث هنا هو تحريم مارية على نفسه وقال لها لا تفشيه لأحد وخاصة عائشة رضي الله عنها.
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ: أخبرت
عائشة رضي الله عنها ظنا منها أن لا حرج في
ذلك.
وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ:
أي أطلعه الله
على إخبارها لعائشة رضي الله عنها بالأمر.
عَلَيْهِ: على
المنبأ به وهو الحديث الذي أخبرته حفصة لعائشة.
عَرَّفَ بَعْضَهُ: أخبر
النبي صلى الله عليه وسلم حفصة ببعض ما قالت.
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ:
ولم يطلعها على كل ما قالت تكرما منه.
فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ: أي أخبر حفصة.
قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ
هَذَا: سألت حفصة النبي عمن أخبره بالأمر.
قَالَ نَبَّأَنِيَ
الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ: أي أن الله سبحانه وتعالى من أخبرني به.
تفسير الآية الثالثة:
وإذ أسرَّ النبي إلى زوجته حفصة رضي الله عنها حديثا وطلب منها عدم إخبار أحد بالأمر،
فلما أخبرت به عائشة رضي الله عنها، وأطلعه الله على إفشائها سرَّه، أعلم حفصة بعض ما أخبرت به،
وأعرض عن إعلامها ببعضه تكرما، فلما أخبرها بما أفشت من الحديث، قالت: مَن أخبرك
بهذا؟ قال: أخبرني به الله العليم الخبير،
الذي لا تخفى عليه خافية.
وإلى لقاء جديد ودرس آخر من دروس القرآن الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشرف بتعليقاتكم