شرح الآيات من السابعة إلى التاسعة
من سورة التغابن:
قال
تعالى في سورة التغابن (زَعَمَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا
عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ۚ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ
التَّغَابُنِ ۗ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
معاني الكلمات:
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا:
ادَّعى الذين كفروا بالله.
أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا: أنهم
لن يُخْرَجوا من قبورهم بعد الموت.
قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي:
قل لهم أيها الرسول.
لَتُبْعَثُنَّ:
لتُخْرَجُنَّ من قبوركم أحياء.
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا
عَمِلْتُمْ: ثم لتُخْبَرُنَّ بالذي عملتم في الدنيا.
وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرٌ: وذلك على الله يسير هيِّن.
فَآمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ: أيها المشركون.
وَالنُّورِ الَّذِي
أَنْزَلْنَا: واهتدوا بالقرآن الذي أنزله على رسوله.
وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ: لا يخفى عليه شيء من أعمالكم
وأقوالكم، وهو مجازيكم عليها يوم القيامة
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ
لِيَوْمِ الْجَمْعِ: يوم القيامة.
ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ:
يغبن المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم وأهليهم في الجنة لو آمنوا.
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
وَيَعْمَلْ صَالِحًا: ويعمل بطاعته، يمح عنه ذنوبه.
وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ:
فأهل الإيمان يدخلون الجنة برحمة الله.
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ: جنات تجري من تحت قصورها الأنهار خالدين فيها
أبدًا.
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا:
ذلك الخلود في الجنات:
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ: هو الفوز الذي لا فوز بعده.
تفسير الآيات:
ادَّعى الذين كفروا بالله باطلا أنهم لن
يُخْرَجوا من قبورهم بعد الموت، فقل لهم أيها الرسول بلى وربي لتُخْرَجُنَّ من
قبوركم أحياء، ثم لتُخْبَرُنَّ بالذي عملتم في الدنيا، وذلك على الله يسير هيِّن.
وآمنوا بالله ورسوله أيها المشركون واهتدوا بالقرآن الذي
أنزله الله على رسوله،
والله بما تفعلون خبير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وأقوالكم، وهو مجازيكم عليها
يوم القيامة.
واذكروا يوم الحشر الذي يحشر الله فيه الأولين والآخرين،
ذلك اليوم الذي يظهر فيه الغُبْن والتفاوت بين الخلق، فيغبن المؤمنون الكفار
والفاسقين: فأهل الإيمان يدخلون الجنة برحمة الله، وأهل الكفر يدخلون النار بعدل الله.
ومن يؤمن بالله ويعمل بطاعته، يمح عنه ذنوبه، ويدخله جنات
تجري من تحت قصورها الأنهار، خالدين فيها أبدًا، ذلك الخلود في الجنات هو الفوز
العظيم الذي لا فوز بعده.
نشرف بتعليقاتكم