شرح الآيات من الرابعة إلى السادسة
من سورة التغابن:
قال
تعالى في سورة التغابن (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا
وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ
يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا ۚ وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ
حَمِيدٌ)
معاني الكلمات:
يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ: يعلم سبحانه وتعالى كل ما
في السماوات والأرض.
وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ:
ويعلم ما تخفونه أيها الناس فيما بينكم.
وَمَا تُعْلِنُونَ:
وما تظهرونه.
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ: بما فيها من الأسرار والمعتقدات.
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ: ألم يأتكم يا كفار مكة نبأُ
خبر الذين كفروا من قبل.
فَذَاقُوا وَبَالَ
أَمْرِهِمْ: عقوبة الكفر في الدنيا.
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ:
ولهم في الآخرة عذاب أليم مؤلم.
ذَلِكَ:
أي عذاب الدنيا.
بِأَنَّهُ كَانَتْ
تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ: الحجج
الظاهرة على الإيمان.
فَقَالُوا أَبَشَرٌ
يَهْدُونَنَا: عن الإيمان.
فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا:
عن الإيمان.
وَاسْتَغْنَى اللَّهُ:
عن إيمانهم.
وَاللَّهُ غَنِيٌّ:
عن خلقه.
حَمِيدٌ: محمود
في أفعاله.
تفسير الآيات:
يعلم سبحانه وتعالى كل ما في السماوات والأرض،
ويعلم ما تخفونه أيها الناس فيما بينكم وما تظهرونه، والله عليم بما تضمره الصدور وما تخفيه النفوس.
ألم يأتكم أيها المشركون خبر الذين كفروا
من الأمم الماضية قبلكم، إذ حلَّ بهم سوء عاقبة كفرهم وسوء أفعالهم في الدنيا،
ولهم في الآخرة عذاب أليم موجع؟
ذلك الذي أصابهم في الدنيا، وما يصيبهم في
الآخرة؛ بسبب أنهم كانت تأتيهم رسل الله بالآيات البينات والمعجزات الواضحات، فقالوا منكرين: أبشر
مثلنا يرشدوننا؟ فكفروا بالله
وجحدوا رسالة رسله، وأعرضوا عن الحق فلم يقبلوه.
واستغنى الله، والله غني، له الغنى التام المطلق، حميد في أقواله وأفعاله وصفاته
لا يبالي بهم، ولا يضره ضلالهم شيئًا.
نشرف بتعليقاتكم