شرح الآية السابعة والثامنة من
سورة التحريم:
قال
تعالى في سورة التحريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا
تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً
نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ
النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ
يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا
نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ).
معاني كلمات الآية السابعة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا
تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
كَفَرُوا: الحديث هنا للكافرين الذين كفروا بالله وبالرسالة التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ:
يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، لأن الاعتذار في هذا الوقت لا ينفعكم.
إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ: أي أن دخولكم النار يوم القيامة بسبب ما
فعلتموه في الدنيا.
تفسير الآية السابعة:
يقال للذين جحدوا وكفروا بآيات الله تعالى وبنبيه محمد
صلى الله عليه وسلم أن الله هو الإله
الحق وأن كفرهم به هو سبب إدخالهم النار، ثم يقال لهم: لا تلتمسوا المعاذير في هذا
اليوم؛ إنما تدخلون النار جزاء الأعمال التي كنتم تعملونها في الدنيا.
معاني كلمات الآية الثامنة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا: الخطاب هنا للمؤمنين الذين آمنوا بالله وبرسوله.
تَوْبَةً نَصُوحًا:
عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى ولا يُراد من التائب العودة إليه بعد ذلك.
عَسَى رَبُّكُمْ: للترجي.
أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ: يغفر لكم ذنوبكم التي اقترفتموها في
الدنيا.
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ:
بساتين.
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ: تجري من تحت قصورها الأنهار.
يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ:
بإدخال الكافرين النار.
نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ:
أمامهم.
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا:
أي أدخلنا إلى الجنة.
تفسير الآية الثامنة:
يا أيها الذين آمنوا وصدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة
الله رجوعا لا معصية بعده وتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم
أن يكفر عنكم سيئاتكم ويمحو عنكم سيئات أعمالكم ويدخلكم جنات تجري من تحت
قصورها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين
آمنوا معه ولا يعذبهم، بل يُعلي شأنهم، نورهم يسعى بين أيديهم أي نور هؤلاء يسير
أمامهم وبأيمانهم، يقولون ربنا أتمم لنا نورنا
حتى نجوز الصراط ونهتدي إلى الجنة واغفر لنا إنك على كل شيء قدير أي اعف عنَّا
وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا إنك صاحب القدرة.
وإلى لقاء جديد ودرس آخر من دروس القرآن الكريم والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.
نشرف بتعليقاتكم