شرح وتفسير سورة الحشر (14 : 16):
قال
تعالى في سورة الحشر (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ
مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)
كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ۖ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ
اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ (16))
معاني الكلمات:
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ:
اليهود.
جَمِيعًا:
مجتمعين.
جُدُرٍ ۚ:
سور.
بَأْسُهُمْ:
حربهم.
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ:
متفرقة خلاف الحسبان.
كَمَثَلِ:
مثلهم في ترك الإيمان.
قَرِيبًا
ۖ: بزمن
قريب وهم أهل بدر من المشركين.
ذَاقُوا
وَبَالَ أَمْرِهِمْ: عقوبته في الدنيا من القتل وغيره.
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ:
مؤلم في الآخرة..
مَثَلِ الشَّيْطَانِ:
مثلهم أيضا في سماعهم من
المنافقين وتخلفهم عنهم.
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ: كذبا منه ورياءً.
تفسير الآيات:
لا
يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق، أو من خلف
الحيطان، عداوتهم فيما بينهم شديدة، تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة، ولكن قلوبهم
متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته.
مثل
هؤلاء اليهود فيما حلَّ بهم من عقوبة الله كمثل كفار قريش يوم "بدر"،
ويهود بني قينقاع، حيث ذاقوا سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول الله صلى الله عليه
وسلم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب أليم موجع.
ومثل
هؤلاء المنافقين في إغراء اليهود على القتال ووَعْدهم بالنصر على رسول الله صلى
الله عليه وسلم، كمثل الشيطان حين زيَّن للإنسان الكفر ودعاه إليه، فلما كفر قال:
إني بريء منك، إني أخاف الله رب الخلق أجمعين.
نشرف بتعليقاتكم