شرح وتفسير سورة الحشر (19 : 22):
قال
تعالى في سورة الحشر (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ
ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ
الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ
فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ
اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ
وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا
إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22))
معاني الكلمات:
اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ
الشَّيْطَانُ: غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم.
فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّه:
تركوا أوامر الله والعمل
بطاعته.
أُولَٰئِكَ حِزْبُ
الشَّيْطَانِ: أتباعه.
الْخَاسِرُونَ:
في الدنيا والآخرة..
يُحَادُّونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ: يخالفون أمر الله ورسوله.
الْأَذَلِّينَ:
المغلوبين المهانين في الدنيا
والآخرة.
كَتَبَ
اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي: كتب الله في اللوح المحفوظ وحَكَم
بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين.
قَوِيٌّ:
لا يعجزه شيء.
عَزِيزٌ:
عزيز على خلقه.
يُوَادُّونَ:
يصدِّقون بالله واليوم الآخر.
حَادَّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ: عادى الله ورسوله وخالف أمرهما.
عَشِيرَتَهُمْ:
أقرباءهم.
وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ: وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا.
تفسير الآيات:
غلب
عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته، أولئك حزب
الشيطان وأتباعه. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
إن
الذين يخالفون أمر الله ورسوله، أولئك من جملة الأذلاء المغلوبين المهانين في
الدنيا والآخرة.
كتب
الله في اللوح المحفوظ وحَكَم بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين. إن
الله سبحانه قوي لا يعجزه شيء، عزيز على خلقه.
لا
تجد -أيها الرسول- قومًا يصدِّقون بالله واليوم الآخر، ويعملون بما شرع الله لهم،
يحبون ويوالون مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو
إخوانهم أو أقرباءهم، أولئك الموالون في الله والمعادون فيه ثَبَّتَ في قلوبهم
الإيمان، وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة جنات
تجري من تحت أشجارها الأنهار، ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ الله
عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم، ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع
الدرجات، أولئك حزب الله وأولياؤه، وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.
نشرف بتعليقاتكم