شرح وتفسير سورة المجادلة (5 : 7):
قال
تعالى في سورة المجادلة (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا
كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا
هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ
ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ
يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ (7))
معاني الكلمات:
إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ: يخالفون.
اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا:
أذلوا.
كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ: في مخالفتهم رسلهم.
وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ
بَيِّنَاتٍ: دالة على صدق الرسول.
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُهِينٌ: ولجاحدي تلك الآيات عذاب مُذلٌّ في جهنم.
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ
اللَّهُ جَمِيعًا: يوم القيامة.
فَيُنَبِّئُهُمْ
بِمَا عَمِلُوا: فيخبرهم بما عملوا من خير وشر.
أَحْصَاهُ
اللَّهُ وَنَسُوهُ : حصاه
الله وكتبه في اللوح المحفوظ، وحفظه عليهم في صحائف أعمالهم، وهم قد نسوه.
نَجْوَىٰ:
ما يتناجى ثلاثة مِن خلقه
بحديث سرٍّ إلا هو رابعهم بعلمه وإحاطته.
أَدْنَىٰ:
أقلُّ.
يُنَبِّئُهُمْ:
يخبرهم.
تفسير الآيات:
إن
الذين يشاقون الله ورسوله ويخالفون أمرهما خُذِلوا وأُهينوا، كما خُذِل الذين من قبلهم
من الأمم الذين حادُّوا الله ورسله، وقد أنزلنا آيات واضحات الحُجَّة تدل على أن
شرع الله وحدوده حق، ولجاحدي تلك الآيات عذاب مُذلٌّ في جهنم.
واذكر
-أيها الرسول- يوم القيامة، يوم يحيي الله الموتى جميعًا، ويجمع الأولين والآخرين
في صعيد واحد، فيخبرهم بما عملوا من خير وشر، أحصاه الله وكتبه في اللوح المحفوظ،
وحفظه عليهم في صحائف أعمالهم، وهم قد نسوه. والله على كل شيء شهيد، لا يخفى عليه
شيء.
ألم
تعلم أن الله تعالى يعلم كل شيء في السموات والأرض؟ ما يتناجى ثلاثة مِن خلقه
بحديث سرٍّ إلا هو رابعهم بعلمه وإحاطته، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أقلُّ من
هذه الأعداد المذكورة ولا أكثرُ منها إلا هو معهم بعلمه في أيِّ مكان كانوا، لا
يخفى عليه شيء من أمرهم، ثم يخبرهم تعالى يوم القيامة بما عملوا من خير وشر
ويجازيهم عليه. إن الله بكل شيء عليم.
نشرف بتعليقاتكم