شرح وتفسير سورة الحشر (8 : 10):
قال
تعالى في سورة الحشر (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ
دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ
هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ
شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا
إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10))
معاني الكلمات:
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا
الدَّارَ: المدينة.
وَالْإِيمَانَ: ألفوه وهم الأنصار.
وَلَا يَجِدُونَ فِي
صُدُورِهِمْ حَاجَةً: حسدا.
مِمَّا أُوتُوا:
أي آتى النبي صلى الله عليه وسلم
المهاجرين من أموال بني النضير المختصة بهم.
خَصَاصَةٌ ۚ:
حاجة.
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ: حرصها على المال.
وَالَّذِينَ
جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِ: من بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة.
غِلًّا:
حقدا.
تفسير الآيات:
وكذلك
يُعطى من المال الذي أفاءه الله على رسوله الفقراء المهاجرون، الذين اضطرهم كفار
"مكة" إلى الخروج من ديارهم وأموالهم يطلبون من الله أن يتفضل عليهم
بالرزق في الدنيا والرضوان في الآخرة، وينصرون دين الله ورسوله بالجهاد في سبيل
الله، أولئك هم الصادقون الذين صدَّقوا قولهم بفعلهم.
والذين
استوطنوا "المدينة"، وآمنوا من قبل هجرة المهاجرين -وهم الأنصار- يحبون
المهاجرين، ويواسونهم بأموالهم، ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم مما أُعْطوا من مال
الفيء وغيره، ويُقَدِّمون المهاجرين وذوي الحاجة على أنفسهم، ولو كان بهم حاجة
وفقر، ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال فأولئك هم الفائزون الذين فازوا
بمطلوبهم.
والذين
جاؤوا من المؤمنين من بعد الأنصار والمهاجرين الأولين يقولون: ربنا اغفر لنا
ذنوبنا، واغفر لإخواننا في الدين الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا حسدًا
وحقدًا لأحد من أهل الإيمان، ربنا إنك رؤوف بعبادك، رحيم بهم. وفي الآية دلالة على
أنه ينبغي للمسلم أن يذكر سلفه بخير، ويدعو لهم، وأن يحب صحابة رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، ويذكرهم بخير، ويترضى عنهم.
نشرف بتعليقاتكم