شرح الآيات من السابعة إلى التاسعة
من سورة المنافقون:
قال
تعالى في سورة المنافقون (همُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ
الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ
فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
معاني الكلمات:
همُ الَّذِينَ يَقُولُونَ:
لأصحابهم من الأنصار.
لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ: من المهاجرين.
حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا:
يتفرقوا عنه.
وَلِلَّهِ خَزَائِنُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ: بالرزق فهو الرازق للمهاجرين وغيرهم.
يَقُولُونَ لَئِنْ
رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ: أي من غزوة بني المصطلق.
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ: عنوا به أنفسهم.
مِنْهَا الْأَذَلَّ: عنوا به المؤمنين.
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ: الغلبة.
وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ:
ولرسوله صلى الله عليه وسلم،
وللمؤمنين بالله ورسوله لا لغيرهم.
وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ
لَا يَعْلَمُونَ:
لفرط جهلهم.
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه.
لَا
تُلْهِكُمْ: تشغلكم.
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ:
عن عبادة الله وطاعته.
وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَٰلِكَ: تشغَله
أمواله وأولاده عن ذلك.
فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ:
المغبونون حظوظهم من كرامة
الله ورحمته.
تفسير الآيات:
هم
الذين يقولون لأصحابهم من الأنصار لا تنفقوا على من عند رسول الله من المهاجرين حتى
ينفضُّوا ويتفرقوا عنه ولله خزائن السماوات والأرض بالرزق فهو الرازق للمهاجرين
وغيرهم ولكن المنافقين لا يفقهون ذلك.
يقولون
لئن رجعنا من غزوة بني المصطلق إلى المدينة ليخرجن الأعز وقد عنوا أنفسهم، منها
الأذل وعنوا به المؤمنين ولا يعلمون أن العزة والغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن
المنافقين لا يعلمون ذلك.
فيا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تَشْغَلْكم أموالكم ولا أولادكم
عن عبادة الله وطاعته، ومن تشغَله أمواله وأولاده عن ذلك، فأولئك هم المغبونون
حظوظهم من كرامة الله ورحمته.
نشرف بتعليقاتكم