شرح وتفسير الآيات من الحادية عشر إلى الرابعة
عشر من سورة الصف:
قال
تعالى في سورة الصف (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ
قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ
عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)
معاني الكلمات:
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَرَسُولِ: تداومون
على إيمانكم بالله ورسوله.
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّ: لنصرة
دينه.
بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنْفُسِكُ: بما
تملكون من الأموال والأنفس.
ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُ: ذلك خير لكم من تجارة الدنيا.
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ:
تعلمون مضارَّ الأشياء
ومنافعها.
يَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ: إن فعلتم ما أمركم الله به يستر عليكم ذنوبكم.
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ: تجري من
تحت أشجارها الأنهار.
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ: ومساكن طاهرة زكية في جنات إقامة دائمة لا تنقطع.
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ: ذلك هو
الفوز الذي لا فوز بعده.
كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ:
كونوا أنصارًا لدين الله.
فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ
آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِم: قوينا الذين آمنوا من الطائفتين على الطائفة الكافرة.
فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ: غالبين.
تفسير الآيات:
تداومون
على إيمانكم بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله؛ لنصرة دينه بما تملكون من
الأموال والأنفس، ذلك خير لكم من تجارة الدنيا، إن كنتم تعلمون مضارَّ الأشياء
ومنافعها، فامتثلوا ذلك.
إن
فعلتم -أيها المؤمنون- ما أمركم الله به يستر عليكم ذنوبكم، ويدخلكم جنات تجري من
تحت أشجارها الأنهار، ومساكن طاهرة زكية في جنات إقامة دائمة لا تنقطع، ذلك هو
الفوز الذي لا فوز بعده. ونعمة أخرى لكم- أيها المؤمنون- تحبونها هي نصر من الله
يأتيكم، وفتح عاجل يتم على أيديكم. وبشِّر المؤمنين -أيها النبي- بالنصر والفتح في
الدنيا، والجنة في الآخرة.
يا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، كونوا أنصارًا لدين الله، كما كان
أصفياء عيسى أنصارًا لدين الله حين قال لهم عيسى: مَن يتولى منكم نصري وإعانتي
فيما يُقرِّب إلى الله؟ قالوا: نحن أنصار دين الله، فاهتدت طائفة من بني إسرائيل،
وضلَّت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا بالله ورسوله، ونصرناهم على مَن عاداهم مِن فرق
النصارى، فأصبحوا ظاهرين عليهم؛ وذلك ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
نشرف بتعليقاتكم