شرح وتفسير معاني الآيات من الأولى إلى الخامسة من سورة الصف:
قال
تعالى في سورة الصف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ
صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ * وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ
لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
معاني الكلمات:
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ: نزَّه الله عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما
في الأرض.
وَهُوَ الْعَزِيزُ: وهو العزيز الذي لا يغالَب.
الْحَكِيمُ: الحكيم في أقواله وأفعاله..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:
يا أيها الذين صدَّقوا الله
ورسوله وعملوا بشرعه.
لِمَ تَقُولُونَ:
لِمَ تَعِدون وعدًا، أو
تقولون قولا.
مَا لَا تَفْعَلُونَ:
ولا تفون به.
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ
اللَّهِ: عَظُم
بغضًا عند الله.
أَنْ تَقُولُوا مَا لَا
تَفْعَلُونَ: أن تقولوا بألسنتكم ما لا تفعلونه.
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ: نيصر ويكرم.
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِهِ صَفًّا: صافين.
كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ
مَرْصُوصٌ: متراص محكم لا ينفذ منه العدو.
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ
لِقَوْمِهِ: واذكر
لقومك - قول نبي الله موسى عليه السلام لقومه.
لِمَ تُؤْذُونَنِي: بالقول والفعل.
وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ: وأنتم تعلمون أني رسول الله إليكم.
فَلَمَّا زَاغُوا: فلما عدلوا عن الحق مع علمهم به، وأصرُّوا
على ذلك.
أَزَاغَ اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ: صرف
الله قلوبهم عن قَبول الهداية؛ عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم.
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ: الله لا يهدي القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج الحق.
تفسير الآيات:
نزَّه
الله عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض، وهو العزيز الذي لا
يغالَب، الحكيم في أقواله وأفعاله.
يا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لِمَ تَعِدون وعدًا، أو تقولون قولا
ولا تفون به؟! وهذا إنكار على مَن يخالف فعلُه قولَه. فعَظُم بغضًا عند الله أن
تقولوا بألسنتكم ما لا تفعلونه.
إن
الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو.
وفي الآية بيان فضل الجهاد والمجاهدين؛ لمحبة الله سبحانه لعباده المؤمنين إذا
صفُّوا مواجهين لأعداء الله، يقاتلونهم في سبيله.
واذكر
لقومك أيها الرسول حين قال نبي الله موسى عليه السلام لقومه: لِمَ تؤذونني بالقول
والفعل، وأنتم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ فلما عدلوا عن الحق مع علمهم به،
وأصرُّوا على ذلك، صرف الله قلوبهم عن قَبول الهداية؛ عقوبة لهم على زيغهم الذي
اختاروه لأنفسهم.
والله لا يهدي القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج
الحق.
نشرف بتعليقاتكم