شرح الآيات من الثامنة إلى الحادية
عشر من سورة الجمعة:
قال
تعالى في سورة الجمعة (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ
مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ
وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا
وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ
التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
معاني الكلمات:
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ
الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ: الذي تهربون منه لا مفرَّ منه.
فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ: فإنه آتٍ إليكم عند مجيء آجالكم.
مَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ: ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر.
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ: فيخبركم بأعمالكم، وسيجازيكم عليها.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا: يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه.
إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ
مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة.
فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ
اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ: فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة.
ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: ذلك الذي أُمرتم به خير لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم.
فَإِذَا قُضِيَتِ
الصَّلَاةُ: فإذا سمعتم الخطبة.
فَانْتَشِرُوا فِي
الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ: واطلبوا من رزق الله بسعيكم.
وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيرًا: في جميع
أحوالكم.
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ: لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.
وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً
أَوْ لَهْوًا: إذا رأى
بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها.
وَتَرَكُوكَ قَائِمًا: وتركوك أيها النبي قائمًا على المنبر تخطب.
قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ: قل لهم أيها النبي: ما عند الله من الثواب
والنعيم.
خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ
وَمِنَ التِّجَارَةِ: أنفع
لكم من اللهو ومن التجارة.
وَاللَّهُ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ: والله
وحده خير مَن رزق وأعطى.
تفسير الآيات:
قل:
إن الموت الذي تهربون منه لا مفرَّ منه، فإنه آتٍ إليكم عند مجيء آجالكم، ثم
ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر، فيخبركم بأعمالكم، وسيجازيكم
عليها.
يا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم
الجمعة، فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة، واتركوا البيع، وكذلك الشراء وجميع
ما يَشْغَلُكم عنها، ذلك الذي أُمرتم به خير لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة
الله لكم، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك. وفي الآية دليل على وجوب حضور
الجمعة واستماع الخطبة.
فإذا
سمعتم الخطبة، وأدَّيتم الصلاة، فانتشروا في الأرض، واطلبوا من رزق الله بسعيكم،
واذكروا الله كثيرًا في جميع أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.
إذا
رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها، وتركوك
-أيها النبي- قائمًا على المنبر تخطب، قل لهم أيها النبي: ما عند الله من الثواب
والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة، والله- وحده- خير مَن رزق وأعطى، فاطلبوا
منه، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.
نشرف بتعليقاتكم