شرح وتفسير الآيات من الرابعة إلى السادسة
من سورة المنافقون:
قال
تعالى في سورة المنافقون (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا
تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ
صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ
أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * وَإِذَا قِيلَ
لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ
وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
معاني الكلمات:
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ
تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ: تعجبك هيئاتهم ومناظرهم لجمالها.
وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ
لِقَوْلِهِمْ: وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم؛ لفصاحة ألسنتهم.
كَأَنَّهُمْ:
لفراغ قلوبهم من الإيمان، وعقولهم من الفهم والعلم النافع.
خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ:
كالأخشاب الملقاة على الحائط، التي لا حياة فيها.
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ
عَلَيْهِمْ: يظنون كل صوت عال واقعًا عليهم وضارًا بهم.
هُمُ الْعَدُوُّ: هم
الأعداء الحقيقيون شديدو العداوة لك وللمؤمنين.
فَاحْذَرْهُمْ: فخذ
حذرك منهم.
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ:
أخزاهم الله وطردهم من رحمته.
أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ: كيف
ينصرفون عن الحق إلى ما هم فيه من النفاق والضلال؟
وَإِذَا قِيلَ
لَهُمْ تَعَالَوْا: أقبلوا تائبين معتذرين عمَّا بدر منكم.
يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ: يسأل
الله لكم المغفرة والعفو عن ذنوبكم.
لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ: أمالوا
رؤوسهم وحركوها استهزاءً واستكبارًا.
وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ
وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ: يعرضون عنك، وهم مستكبرون عن الامتثال لما
طُلِب منهم.
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ:
سواء أطلبت لهم المغفرة من الله أم لم تطلب.
أَمْ
لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ: أم لم تطلب.
لَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ: لن يصفح عن ذنوبهم أبدًا.
إِنَّ
اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ: لا
يوفِّق للإيمان القوم الكافرين به.
تفسير الآيات:
وإذا
نظرت إلى هؤلاء المنافقين تعجبك هيئاتهم ومناظرهم، وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم؛
لفصاحة ألسنتهم، وهم لفراغ قلوبهم من الإيمان، وعقولهم من الفهم والعلم النافع
كالأخشاب الملقاة على الحائط، التي لا حياة فيها، يظنون كل صوت عال واقعًا عليهم
وضارًا بهم؛ لعلمهم بحقيقة حالهم، ولفرط جبنهم، والرعب الذي تمكَّن من قلوبهم، هم
الأعداء الحقيقيون شديدو العداوة لك وللمؤمنين، فخذ حذرك منهم، أخزاهم الله وطردهم
من رحمته، كيف ينصرفون عن الحق إلى ما هم فيه من النفاق والضلال؟
وإذا
قيل لهؤلاء المنافقين: أقبلوا تائبين معتذرين عمَّا بدر منكم من سيِّئ القول وسفه
الحديث، يستغفر لكم رسول الله ويسأل الله لكم المغفرة والعفو عن ذنوبكم، أمالوا
رؤوسهم وحركوها استهزاءً واستكبارًا، وأبصرتهم -أيها الرسول- يعرضون عنك، وهم مستكبرون
عن الامتثال لما طُلِب منهم.
سواء
على هؤلاء المنافقين أطلبت لهم المغفرة من الله -أيها الرسول- أم لم تطلب لهم، إن
الله لن يصفح عن ذنوبهم أبدًا؛ لإصرارهم على الفسق ورسوخهم في الكفر. إن الله لا
يوفِّق للإيمان القوم الكافرين به، الخارجين عن طاعته.
نشرف بتعليقاتكم