شرح الآيات من السادسة والعشرون
إلى الواحدة والثلاثون من سورة الإنسان:
قال
تعالى في سورة الإنسان (وَمِنَ
اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا * إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ
الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا * نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ
وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا * إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ
سَبِيلًا * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ
لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)
معاني الكلمات:
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ
لَهُ: يعني المغرب والعشاء.
وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا:
صل التطوع فيه كما تقدم من ثلثيه أو نصفه أو ثلثه..
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ
يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ: الدنيا.
وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ
يَوْمًا ثَقِيلًا: شديدا أي
يوم القيامة لا يعملون له.
نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ
وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ: نحن خلقناهم،
وأحكمنا خلقهم.
وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا
أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا: وإذا
شئنا أهلكناهم، وجئنا بقوم مطيعين ممتثلين لأوامر ربهم.
إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ: إن هذه السورة عظة للعالمين.
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ
إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا: فمن أراد الخير
لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًا يوصله إلى مغفرة الله
ورضوانه.
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا
أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ: وما تريدون
أمرًا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته.
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا: عليمًا بأحوال خلقه.
حَكِيمًا: حكيمًا في تدبيره وصنعه.
يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي
رَحْمَتِهِ: جنته وهم
المؤمنون.
وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا
أَلِيمًا: وأعدَّ للظالمين المتجاوزين
حدود الله عذابًا موجعًا.
تفسير الكلمات:
ومن
الليل فاخضع لربك، وصَلِّ له، وتهجَّد له زمنًا طويلا فيه. إن هؤلاء المشركين
يحبون الدنيا، وينشغلون بها، ويتركون خلف ظهورهم العمل للآخرة، ولما فيه نجاتهم في
يوم عظيم الشدائد.
نحن
خلقناهم، وأحكمنا خلقهم، وإذا شئنا أهلكناهم، وجئنا بقوم
مطيعين ممتثلين لأوامر ربهم.
إن
هذه السورة عظة للعالمين، فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان
والتقوى طريقًا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه. وما تريدون أمرًا من الأمور إلا
بتقدير الله ومشيئته. إن الله كان عليمًا بأحوال خلقه، حكيمًا في تدبيره وصنعه.
يُدْخل مَن يشاء مِن عباده في رحمته ورضوانه، وهم المؤمنون، وأعدَّ للظالمين
المتجاوزين حدود الله عذابًا موجعًا.
نشرف بتعليقاتكم