شرح وتفسير الآيات من السادسة إلى العاشرة
من سورة الصف:
قال
تعالى في سورة الصف (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ* وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
معاني الكلمات:
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ: مصدِّقًا لما جاء قبلي من التوراة.
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ: شاهدًا بصدق رسول يأتي من بعدي اسمه "أحمد"،
وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
فَلَمَّا جَاءَهُم: محمد صلى الله عليه وسلم.
بِالْبَيِّنَاتِ: بالآيات الواضحات.
قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ
مُبِينٌ: هذا الذي جئتنا
به سحر بيِّن.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ:
ولا أحد أشد ظلمًا وعدوانًا
ممن اختلق على الله الكذب.
وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى
الْإِسْلَامِ: الدخول
في الإسلام وإخلاص العبادة لله وحده.
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ: والله لا يوفِّق الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك، إلى
ما فيه فلاحهم.
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ: يريد هؤلاء الظالمون أن يبطلوا الحق الذي بُعِثَ به محمد صلى الله عليه
وسلم- وهو القرآن- بأقوالهم الكاذبة.
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ: والله مظهر الحق بإتمام دينه ولو كره الجاحدون المكذِّبون.
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ: الله هو الذي أرسل رسوله محمدًا بالقرآن ودين الإسلام.
لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ: ليعليه على كل الأديان المخالفة له، ولو
كره المشركون ذلك.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا: يا أيها
الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه.
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ
تِجَارَةٍ: هل
أُرشِدكم إلى تجارة عظيمة الشأن.
تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ: تنجيكم
من عذاب موجع.
تفسير الآيات:
واذكر
-أيها الرسول لقومك- حين قال عيسى ابن مريم لقومه: إني رسول الله إليكم، مصدِّقًا
لما جاء قبلي من التوراة، وشاهدًا بصدق رسول يأتي من بعدي اسمه "أحمد"،
وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وداعيًا إلى التصديق به، فلما جاءهم محمد صلى الله
عليه وسلم بالآيات الواضحات، قالوا: هـذا الذي جئتنا به سحر بيِّن.
ولا
أحد أشد ظلمًا وعدوانًا ممن اختلق على الله الكذب، وجعل له شركاء في عبادته، وهو
يُدعى إلى الدخول في الإسلام وإخلاص العبادة لله وحده. والله لا يوفِّق الذين
ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك، إلى ما فيه فلاحهم.
يريد
هؤلاء الظالمون أن يبطلوا الحق الذي بُعِثَ به محمد صلى الله عليه وسلم- وهو
القرآن- بأقوالهم الكاذبة، والله مظهر الحق بإتمام دينه ولو كره الجاحدون
المكذِّبون.
الله
هو الذي أرسل رسوله محمدًا بالقرآن ودين الإسلام؛ ليعليه على كل الأديان المخالفة
له، ولو كره المشركون ذلك.
يا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، هل أُرشِدكم إلى تجارة عظيمة الشأن
تنجيكم من عذاب موجع؟
نشرف بتعليقاتكم