نَظَافَةُ الْبِحَارِ
وَالْمُحِيطَاتِ
خَرَجَتْ
أُْسرَةُ خَالِدٍ إلَى الشاطِئِ فِي نُزْهَةٍ
بَحْرِيَّةٍ.
وَقَفَ
خَالِدُ يَتَأَمَّلُ الْبَحْرَ وَجَمَالَهُ وَأَمْوَاجَهُ الْمُتَلِاطَمَةَ، وَيُشَاهِدُ
الْأَطْفَالَ الصغَارَ وَهُم يَلْعَبُونَ وَيَمْرَحُونَ عَلَى الرَّمْلِ، وَيَتَأَمَّلُ
القَوَارِبَ وَهِيَ تَجْرِي فِي الْمَاءِ مُبْتَهِجًا بِمَا يَراهُ.
وأَثْنَاءَ
مُشَاهَدَاتِهِ الْتَفَتَ يَمِينًا فَرَأَى أُسرَةً تُغَادِرُ وتَتْرُكُ
مُخَلَّفَاتِهَا مُلْقَاةً عَلَى الشاطِئِ، وَرَأَى وَلَدًا يَرْمِي نُفَايَاتٍ فِي
الْبَحْرِ، رُغْمَ وُجُودِ حَاوِيَاتِ الْقُمَامَةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ،
فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ قَائِلا: ما أَقْبَحَ هَذَا الْمَنْظَرَ يَا أَبِي!
الْأَبُ:
أَجَلْ يَا بُنَيَّ، إنَّ هَذِهِ الشوَاطِئَ مِلْكُ لِلْجَمِيعِ، فعَلَيْنَا
الْمُحَافَظَةُ عَلَى جَمَالِهَا وَرَوْنَقِهَا؛ كَيْ لَا يَتَلَوَّثَ الْبَحْرُ.
خَالِدُ:
وَهَلْ يَتَلَوَّثُ الْبَحْرُ يَا أَبِي؟
الْأَبُ:
نَعَمْ يَا بُنَيَّ، وَمُلَوِّثَاتُ الْبَحْرِ كَثِيرَةُ، لَا تَقْتَصرُ عَلَى مَا
رَأَيْتَهُ بل إنِّ مِياَهَ الْبِحَارِ وَالْمُحِيطَاتِ تتَعَرَّضُ لِلتَّلوَّثِ
بِفِعْلِ مُخَلفَّاتِ الْمَصَانِعِ الَّتِي تذَوبُ فِيهِ، وَهَذِهِ الْمُخَلفَّاتُ
قَدْ تكَونُ مَوَادَّ صُلبْةً أوَ سَائِلةً أو غَازِيَّةً.
كَمَا
تَتَعَرَّضُ الْمِيَاهُ لِلتَّلَوُّثِ بِفِعْلِ النِّفْطِ وَمُشتَقَّاتِهِ، وَبِتَصرِيفِ
مِيَاهِ الصرْفِ الصحِّيِّ فِيهِ.
وَمِنْ
أَضرَارِ التَّلَوُّثِ الْقَضاءُ عَلَى الْأحْيَاءِ الْبَحْرِيَّةِ مِنْ أَسمَاكٍ
وَنَبَاتَاتٍ وُشعَبٍ
مَرْجَانِيَّةٍ، حَتَّى أصبَحَتْ كَثِيرُ مِنْ شَوَاطِئِ الْبِحَارِ فِي
الْعَالَمِ مُلَوَّثَةً وَغَيْرَ صالِحَةٍ للسبَاحَةِ.
وَقَدْ
حَرصتِ الهَيْئَةُ الْعَامَّةُ لِلْأَرْصادِ وَحِمَايَةِ الْبِيئَةِ فِي
الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السعُودِيَّةِ، عَلَى أَنْ تَبْقَى بِحَارُنا نَظِيفَةً
خَالِيَةً مِنَ التَّلَوُّثِ.
نشرف بتعليقاتكم